صحف ألمانية: سلوك ترامب يجب أن يكون دقة ناقوس لإيقاظ أوروبا

حثت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ووزير خارجيتها زيغمار غابرييل على استقلالية أوروبا اتجاه الولايات المتحدة ما أثار اهتماما عالميا. لكن ما هي واقعية هذه الدعوة. تعليقات الصحف الألمانية ذهبت إلى استنتاجات مختلفة

صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تستيتونغ" بدأت تعليقها بجملة من ميركل اشتهرت عالميا، وكتبت تقول
"نحن الأوروبيين يجب علينا فعلا التحكم في مصيرنا بأدينا...إذا كان مقصد هذه الجملة جديا، فوجب اتخاذ تدابير أخرى في ألمانيا  وأوروبا عامة، لاسيما في السياسة الأمنية، لأنه إذا أردنا مستقبلا تحمل مسؤولية أمننا، سواء تعلق الأمر بردع  روسيا أو  ميليشيات إرهابية في الشرق الأوسط المترنح، فإننا سنصل بالكاد لتحقيق هدف الحلف الأطلسي المتمثل في تخصيص اثنين في المائة  لنفقات التسلح. الأكيد هو أنه يجب تقوية التعاون الأوروبي، بعد ذلك، في السياسة الخارجية والأمنية خصوصا بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. فإذا كان أمننا ورفاهيتنا مرهونين فقط بنا، فوجب إذن أن تصبح أوروبا عامل قوة على الساحة السياسية العالمية يفرض مصالحها بذكاء وحزم
من جهتها أكدت صحيفة "لاندستسايتونغ" الصادرة في لونبورغ في تعليقها ما يلي
"تصريحات أنغيلا ميركل ليست موجهة ضد الولايات المتحدة الأمريكية ـ وليس أيضا ضد الرباط القوي للعلاقات الأطلسية خلال العقود السبعة الماضية. المستشارة تعارض أكثر الموقف الانعزالي للرئيس الأمريكي الجديد والفظاظة غير المحسوبة لدونالد ترامب، وهي تتطرق بذلك بدون شك لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. فالاتحاد الأوروبي وجب عليه أن يستوعب الوضع الجديد كتحدي وفي آن واحد كفرصة لتجديد الاتحاد بصفة جذرية والعمل سويا كمجموعة تضم 27 دولة
الموقف نفسه عبرت عنه صحيفة "رويتلينغر غنيرال أنتسايغر" بالقول
"إذا كان ترامب لا يراعي قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان فيجب على آخرين الدفاع عن تلك القيم. سلوك ترامب يجب أن يكون بمثابة صيحة إيقاظ لأوروبا".
أما صحيفة "نويه أوسنابروكير تسايتونغ" فقد تطرقت لتصريحات ميركل بتحليل آخر، وكتبت تقول
"من المحتمل أن تكون أنغيلا ميركل لا تعني (بتصريحها) تحفيز القوة الأوروبية للانفصال عن الولايات المتحدة الأمريكية. الابتعاد عن تكتلات قوة أخرى في العالم لم يكن أبدا عملا ثوريا ولا إعراضا صارما لا رجعة فيه. لقد كان وصفا واقعيا للحقائق كما يراها البعض منذ مدة طويلة، وفي الغالب أولائك الذين يسافرون كثيرا ويشعرون في كل مكان بفقدان نموذج المجتمع الغربي لعنفوانه. آسيا وإفريقيا وروسيا وكذلك تركيا: العالم لم يعد بحاجة إلى أوروبا. وبالتالي وجب عليها أن ترى أين تتموقع ليس من منطلق القوة ولكن من موقف الضعف
صحيفة "هانوفرشه ألغماينه تسايتونغ" عبرت هي الأخرى عن شكوكها وقالت في تعليقها
"برلين مصرة على المشاركة في الفرز الجديد للعالم وتعمل في ذلك على إيجاد شركاء ـ أكانوا ينتمون إلى "مجموعة القيم" التي تؤمن بها أم لا. لكن الاستقلالية الجديدة لا يجب أن تقفز على العقل: فليس هناك حربا أو أزمة ستلقى الحل قريبا بدون مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية
شكرا لك ولمرورك