هجمات "داعش" المضادة تعرقل تقدم الجيش في الموصل

كثف عناصر تنظيم "داعش" المتقهقرون أمام هجوم الجيش العراقي المستمر منذ 7 أسابيع على معقلهم في الموصل، هجماتهم المضادة خلال اليومين الأخيرين.

واستغل المسلحون السماء الملبدة بالغيوم التي عرقلت الدعم الجوي للجيش من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مما يسلط الضوء على هشاشة مكاسب القوات الحكومية، ونفذ التنظيم سلسلة هجمات مضادة، ليلة الجمعة، على مواقع القوات الخاصة العراقية، التي تقود عملية تحرير الموصل في الجهة الشرقية للمدينة، وأخرى ضد قوات الأمن في ريفي الموصل الجنوبي والغربي.
وقالت المصادر إن الجيش كان يتقدم ببطء، يوم الأحد، على الضفة الشرقية لدجلة عبر النهر من الشرقاط في اتجاه مدينة الحويجة الخاضعة لسيطرة "داعش".
ويقول مسؤولون عراقيون إنهم يواصلون تحقيق مكاسب على الأرض في المعارك مع المتشددين، الذين ما زالوا يسيطرون على نحو 3 أرباع أراضي المدينة الأكبر في شمال البلاد والتي تشكل آخر معقل حضري كبير لـ"داعش" في العراق.
وأعلن بيان عسكري أن الجيش انتزع السيطرة على ثلاث قرى، يوم الأحد، قرب مدينة الشرقاط في أقصى الجنوب من الموصل وعلى مقربة من موقعي هجومين شنهما، ليل الجمعة، مسلحو "داعش" وأسفرا عن مقتل 12 شخصا.
وبالتزامن مع ذلك، نقلت وكالة "رويترز"، الأحد 4 ديسمبر/كانون الأول، عن مصدر عسكري عراقي قوله إن المتشددين استعادوا السيطرة على بعض الأراضي، لكنه توقع ألا تدوم مكاسبهم لوقت طويل، موضحا: "ننسحب لتجنب الخسائر في صفوف المدنيين، وثم نعاود السيطرة، لا يستطيعون السيطرة على الأراضي طويلا".
وذكرت "رويترز" أن الأوحال الناجمة عن الأمطار، التي هطلت على منطقة شرق الموصل في الآونة الأخيرة، أدت إلى عرقلة حركة دبابات وعربات الجيش صوب المدينة، مشيرة إلى أن نيران المدفعية أقل مما كانت في الأيام الأخيرة.
وقال رجل فر من الموصل ويقيم حاليا في مدينة برطلة على بعد نحو عشرة كيلومترات إلى الشرق من الموصل: "لم يكن هناك أي قتال تقريبا على مدى اليومين الماضيين".
من جانبه، نفى صباح النعماني، المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب الذي يقود تقدم الجيش العراقي في الموصل، أي توقف في الحملة بشكل عام، قائلا للتلفزيون العراقي إن العملية مستمرة على كل الجبهات ولا يوجد أي توقف على أي جبهة.
ورغم تراجع وتيرة الهجمات المنفذة بوساطة السيارات المفخخة، تتعرض القوات العراقية لضغط شديد من قبل المسلحين، الذين يطلقون على مواقعها من حين إلى آخر وابلا من قذائف المورتر ويستخدمون شبكة أنفاق لاستهداف الجنود.
وفي حي الانتصار، قال ضابط عراقي لـ"رويترز" إن دبابات الفرقة المدرعة المنتشرة هناك بذلت جهودا مضنية للتكيف مع وضع يشبه حرب المدن واستدعى القادة تعزيزات المشاة.
ويأمل القادة في الضغط على دفاعات "داعش" من خلال فتح جبهات جديدة داخل المدينة.
ويدل سير تنفيذ عملية تحرير الموصل والمقاومة الشرسة من قبل مسلحي "داعش" على أن المعركة لن تنتهي في العام الجاري، الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة وسط السكان وجماعات الإغاثة من وقوع أزمة في إمدادات الغذاء والمياه والوقود لنحو مليون شخص ما زالوا في المناطق الخاضعة لـ"داعش" في المدينة.
وقال أحد سكان حي الانتصار في جنوب شرق الموصل، حيث كافحت الفرقة المدرعة التاسعة بالجيش لتحقيق مكاسب، في حديث لـ"رويترز": "لا يزال تنظيم داعش يسيطر على حينا، والقوات العراقية لم تتخذ خطوة واحدة للتقدم منذ 3 أسابيع. نشعر باليأس".
وأضاف المواطن العراقي: "أنام أنا وعائلتي أسفل الدرج الخرساني في منزلنا منذ شهر ونخشى القصف العشوائي بين القوات العراقية وعناصر داعش".
يذكر أن الجيش العراقي يشن، منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول، عملية "قادمون يا نينوى" مدعوما بقوات "البيشمركة" الكردية ووحدات "الحشد الشعبي" و"الحشد العشائري" وطيران التحالف الدولي ضد "داعش"، بهدف تحرير مدينة الموصل.
وتعتبر هذه العملية الأكبر منذ اجتياح التنظيم لشمال وغرب البلاد وسيطرته على زهاء ثلث مساحة العراق في صيف 2014.
ولم تحدد القوات العراقية، حتى هذه اللحظة، عدد الخسائر في صفوفها، لكن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق أعلنت عن مقتل 1959 عسكريا و926 مدنيا في العراق، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بسبب "الهجمات الإرهابية والعنف والنزاع المسلح" بين القوات الحكومية و"داعش"، بينما تحدث الجيش عن قتله حوالي 1000 مسلح من التنظيم المتطرف خلال عملية تحرير الموصل.
لي يصلك كل جديد من اخبار قم بتحميل تطبيق المدونه من هنا 
شكرا لك ولمرورك